دور الأطباء الشرعيين في مناجزة دعاوى الأخطاء الطبية

في السنوات الأخيرة، لوحظ تزايد دعاوى الأخطاء الطبية على مستوى العالم. وفي العديد من الأنظمة القضائية، يسهم الأطباء الشرعيون في مناجزة قضايا الأخطاء الطبية، نظراً لخبرتهم في الجوانب الطبية والقانونية والأخلاقية المتعلقة بالرعاية الصحية؛ حيث يقومون بفحص السجلات الطبية والتحقيق بموضوعية في القضايا المتعلقة بالموافقة المستنيرة، والتحقق من وجود أي إهمال أو حيد عن المعايير القياسية للرعاية الطبية، ومن ثم يتم تقييم مدى الضرر من خلال تقييم نسبة العجز الناتج؛ حيث تعتمد العقوبة القضائية والتعويض على قرار الطبيب. أما في الحالات التي ينتج عنها وفاة المريض، فيقوم الطبيب الشرعي بإجراء فحوصات تشريحية شاملة لاستكشاف الأخطاء الطبية المحتملة وأسباب الوفاة والعلاقة السببية بين الخطأ وحدوث الوفاة. وقد يتطلب تقييم الأخطاء الفنية أخذ آراء الاستشاريين من نفس تخصصات الأطباء المشكو في حقهم. وفي هذا الصدد يكون الالتزام القانوني لخبراء الطب الشرعي هو تقديم تقارير موضوعية وغير متحيزة وقائمة على الأدلة والبراهين العلمية. بينما تشمل الالتزامات الأخلاقية الحفاظ على سرية بيانات كلٍ من المرضى والمشكو في حقهم من مقدمي الرعاية الصحية. كما يمكن للأطباء الشرعيين أن يشاركوا بفاعلية في تدريب مقدمي الرعاية الصحية على كيفية الوقاية من الوقوع في الأخطاء الطبية وحماية الفرق الطبية من تلك الاتهامات.