دراسة لأوضاع الإناث ضحايا العنف الأسري (من الشريك الحميم) في عينة سكانية جزائرية

يعتبر العنف الأسري (العنف الذي يمارسه الشريك الحميم) (IPV) شكلاً من أشكال العنف يتم تجاهله إلى حد كبير، حيث يظل مخفياً إلى حد بعيد ويقتصر على الشأن العائلي الخاص. وتعتبر منظمة الصحة العالمية (WHO) العنف الأسري مشكلة صحة عامة عالمية حرجة. ولا تقتصر تداعياته على الأذى البدني، بل تؤثر بشكل كبير على الصحة العقلية والعاطفية للمرأة داخل مجتمعنا.
وتهدف هذه الدراسة إلى تحديد الخصائص الديموغرافية للنساء اللاتي تعرضن للعنف الأسري من خلال إجراء تحقيق مقطعي شامل. وأُجري البحث بين المرضى الذين يطلبون استشارة في قسم الطب الشرعي بمستشفى الأغواط، الواقعة في منطقة جنوب الجزائر، حيث قد تختلف ديناميات السكان مقارنة بأجزاء أخرى من البلاد. وفي هذه الدراسة، تم فحص 566 امرأة ضحية للعنف في البداية، وأفادت 341 منهن بتعرضهن للعنف الأسري. ثم تم جمع البيانات من خلال مقابلات فردية مع الضحايا باستخدام نموذج جمع البيانات للبحث في الخصائص الديموغرافية لهؤلاء الضحايا.
تُلقي هذه الدراسة الضوء على العديد من العوامل المرتبطة بشكل وثيق بالعنف الأسري. وتشمل هذه العوامل عمر الضحية، والمستوى التعليمي، والمهنة، ومستوى المعيشة، والحالة الاجتماعية، ومدة الزواج، وعدد الأبناء، ومعرفة الزوج قبل الزواج، والنشاط الجنسي، وارتباط التهديدات اللفظية والملاحظات البذيئة بالعنف الأسري.
وتؤكد الدراسة إمكانية الوقاية من العنف بين الشركاء الحميمين، مشددة على الدور المحوري الذي تؤديه الإستراتيجيات المجتمعية في الحد منه. ومن الضروري اتخاذ تدابير استباقية بمشاركة: الهيئات الحكومية، الأنظمة القانونية، المؤسسات الرسمية، المؤسسات التعليمية والإعلام والمجموعات التطوعية للحد الفعال من حالات العنف بين الشركاء الحميمين.