دور الأمن فوق العادي في الوقاية من الجريمة

تعد الأمننة Securitization مفهومًا جديدًا لوصف المخاطر الأمنية فوق العادية التي تهدد وجود الدولة، ويمكن أن يزود صانع القرار بمبررات تمنحه الحق في اتخاذ تدابير تضمن إزالة المهددات؛ وذلك وفق شروط ومعايير صارت مثار جدلٍ بين الباحثين فيما بعد، وذلك بسبب المخاطر التي تنطوي عليها من فرط استخدامها، ودور أمننة بعض القضايا في الوقاية من الجريمة في حال كانت الأساليب الرادعة غير كافية لمنع تكرار المهددات. واستهدفت هذه الدراسة التعرف على دور الأمننة في الوقاية من الجريمة. ولتحقيق هذا الهدف تناولت الدراسة تحديد مفهوم الأمننة ونظريتها، ودورها في الوقاية من الجريمة، وكذلك التعرض لأهم الأفكار التي طرحتها نظرية الأمننة في التعامل مع القضايا الاجتماعية والاقتصادية والسياسية ذات الأبعاد الأمنية.

واستخدمت الدراسة المنهج الوصفي التحليلي. وخلصت إلى أن نظرية الأمننة واحدة من أهم النظريات التي أحدثت جدلًا كبيرًا في الأدبيات الأمنية والسياسية، مع أنها أظهرت قدرة كبيرة على التقاط القضايا التي تهدد وجود الدولة. وأنه إذا تعرضت الدول لأزمات تهدد وجود المجتمع أو وجود الدولة، فيتعين عليها أن تنتج نظرية تعالج مشكلاتها، بحيث لا تخل بمعايير الديموقراطية، مع تعريف مفهوم النظرية وآليات تنفيذها، ومبرراتها، ومعاييرها المتوافقة مع المعايير الدولية.

وتوصي الدراسة بناءً على ما توصلت إليه من نتائج بضرورة أمننة القضايا التي تشكل تهديدًا وجوديًّا للدولة وسيادتها أو للمجتمع، مثل: قضايا الإرهاب وتغير المناخ، وفق ما تحدده المؤسسات المعنية. وأن نظرية الأمننة تحتاج إلى مزيدٍ من الدراسات الأمنية والاجتماعية، وتقنين ممارستها.