الخصائص الجيوإستراتيجية للمملكة العربية السعودية واستجابتها لرؤية 2030م

هدفت الدراسة إلى تحليل الخصائص الجيوإستراتيجية التي تتمتع بها المملكة العربية السعودية، فهي تحظى بمكانة دينية لدى أكثر من مليار ونصف من المسلمين في العالم؛ مايعطيها عمقًا جيوثقافيًّا قلّ نظيره على المستوى العالمي، كما تتمتع بموقع إستراتيجي يمكنها من التحكم بثلاثة ممرات مائية عالمية تمثل شريان العالم التجاري والاقتصادي؛ مايجعل منها قلب الكيان العربي الآسيوي؛ إذ تمتلك ثروات اقتصادية كبيرة، يأتي في مقدمتها النفط وسيلة الصناعة والمواصلات العالمية، وإلى جانب تلك الخصائص الثلاث تمتاز المملكة بفتوّة شعبها وما وصل إليه من درجة علمية وثقافية ومستوى متطور من الرفاهية المعيشية والصحية. وقد خلصت الدراسة إلى مجموعة من النتائج؛ من أبرزها: أن استجابة الأبعاد الجغرافية لرؤية المملكة 2030م دلت على أن هذه الأبعاد كانت تنتظر هذه الرؤية، لاستثمار الموارد الإستراتيجية والاقتصادية الموجودة على أرض المملكة؛ إذ إنها تمتلك اقتصادًا قويًّا وقادرًا على الاستجابة لمتطلبات الرؤية، بحيث يكون في المرتبة الخامسة عشرة بدلًا من التاسعة عشرة على مستوى العالم، وأن البعد السياحي بشقيه الديني والمدني يسير نحو الأمام في التطور ورفد الاقتصاد السعودي بحيث تكون مشاركته في الناتج الإجمالي بدرجة عالية وأن لا يبقى اقتصاد المملكة مقصورًا على النفط. وأن الإنسان السعودي هو العامل الفاعل والأهم في عملية التنمية وهو اليوم أمام تحدٍ حقيقي للاستجابة لمتطلبات رؤية بلاده المستقبلية